هو الكتاب الأول في هذه السسلسلة
مقدمة
ظل الاعتقاد سائداً أن المادة والطاقة كيانان منفصلان، لكل منهما عالمه وقوانينه التي تتفق مع طبيعته و خصائصه. وأهم ما تخضع له المادة هما عنصري المكان والزمان، فالمكان دائماً يحدد الحيز الفراغي الذي تشغله المادة، أما الزمن فيؤثر في عوامل تغيرها – فيزيائياً أو كيميائياً – من تفاعل وتجمد وتبخر وسيولة وإشعاع أو امتصاص – إذا كانت مشعة - ، كما توصل "آينشتين" إلى أن الزمن يؤثر أيضاً في كتلة المادة، فطبقاً للمعادلة التي وضعها فإن كتلة المادة في حالة حركتها تزيد على كتلتها في حالة سكونها، و هي زيادة تتناسب طردياً مع زيادة سرعة الحركة، أي أن المادة من الممكن أن تصل كتلتها إلى ما لا نهاية عندما تصل سرعتها إلى سرعة الضوء. و المعادلة تنص على أن [كتلة الجسم في حالة الحركة تساوي كتلته في حالة الثبات مقسومة على الجذر التربيعي للرقم 1 ناقص مربع سرعة حركة الجسم "ع" على مربع سرعة الضوء "ض"] . (1)
و اعتقد الناس أن الطاقة متحررة من قوانين الزمان و المكان لأنها تقطع أبعاد المكان بسرعات هائلة قد تصل إلى سرعة الضوء ، و لذلك فقد ظلت النظريات العلمية لوقت قريب تقطع بأن لكل من المادة و الطاقة مجاله و قوانينه الخاصة به دون تداخل بينهما .
إلا أن " آينشتين " أيضا هدم هذا الاعتقاد ، حيث توصل في نظريته التي صاغها في أوائل القرن الماضي – القرن العشرين – إلى وحدة الكون و أن الاختلاف الظاهري بين المادة و الطاقة لا يعدو أن يكون اختلافا في الدرجة فقط ، و هو ما لا يمنع أنهما مظهرين لحقيقة واحدة ذات صورتين متمايزتين ، حيث أثبت إمكانية تحول المادة إلى طاقة ، و ذلك عن طريق " تمويجها " أي تحولها من حالتها الصلبة إلى حالة موجية في شكل إشعاعات ، و هو الأمر الذي يجعلها " خفية " ، " غيبية " تماما تمر بالحواس مر الكرام !!!
و طبقا لذلك وضع القانون الشهير الذي يمكن بواسطته تحديد مقدار ( المادة / الطاقة ) في صورتيهما عندما تتحول إحداهما إلى الأخرى ، و هو ما تحدده المعادلة الآتية :
الطاقة = كتلة المادة × مربع سرعة الضوء . (2)
فإذا عرفنا أن سرعة الضوء تساوي 300000 كيلو متر / ثانية ، فلنا أن نتصور مثلا الطاقة الخرافية التي يمكن أن تنتج عن تحويل كتلة من المادة مقدارها عشرة جرامات فقط ، و التي ستصبح 10/1 × 9 × 10(10) ، و هي طاقة كافية لتشغيل مصنع كبير .
كما أكد " آينشتين " إمكانية حدوث العملية العكسية ، أي أن تتحول الطاقة إلى مادة ، بمعنى أن تتجسد في صورة محسوسة ، و استنتج من ذلك أن الضوء لا يسير في خطوط مستقيمة ، بل يتأثر أثناء سيره بفعل جاذبية النجوم و مجالاتها المغناطيسية فينحرف عن مساره الأصلي ، و ذلك كما يحدث تماما للمادة لأنهما من أصل واحد ، و هو الفرض الذي عارضه عدد كبير من العلماء و اعتبروه جنونيا في وقتها إلى أن أثبتت المراصد الحديثة عمليا صدق استنتاجات " آينشتين " الرياضية !!! ، بل و حددت قيمة انحراف الضوء في هذه الحالة بمقدار 1،64 درجة . و حاليا تعيش معاهد البحوث الغربية العلمية حالة من النشاط المكثف من أجل الوصول بفرضية " آينشتين " إلى حدها الأقصى عن طريق تحويل أحد أنواع الطاقة إلى مادة و تجسيده في صورة ملموسة ، في ذات الوقت الذي ما زلنا نتساءل فيه : هل هناك حقيقة إمكانية لاستغلال طاقات العوالم الخفية ؟!!!
(1) Albert Einstein , The Meaning Of Relativity , 4th Ed . Princeton 1953 .pp.125,126 .
(2) Ibid , p.128 .
ظل الاعتقاد سائداً أن المادة والطاقة كيانان منفصلان، لكل منهما عالمه وقوانينه التي تتفق مع طبيعته و خصائصه. وأهم ما تخضع له المادة هما عنصري المكان والزمان، فالمكان دائماً يحدد الحيز الفراغي الذي تشغله المادة، أما الزمن فيؤثر في عوامل تغيرها – فيزيائياً أو كيميائياً – من تفاعل وتجمد وتبخر وسيولة وإشعاع أو امتصاص – إذا كانت مشعة - ، كما توصل "آينشتين" إلى أن الزمن يؤثر أيضاً في كتلة المادة، فطبقاً للمعادلة التي وضعها فإن كتلة المادة في حالة حركتها تزيد على كتلتها في حالة سكونها، و هي زيادة تتناسب طردياً مع زيادة سرعة الحركة، أي أن المادة من الممكن أن تصل كتلتها إلى ما لا نهاية عندما تصل سرعتها إلى سرعة الضوء. و المعادلة تنص على أن [كتلة الجسم في حالة الحركة تساوي كتلته في حالة الثبات مقسومة على الجذر التربيعي للرقم 1 ناقص مربع سرعة حركة الجسم "ع" على مربع سرعة الضوء "ض"] . (1)
و اعتقد الناس أن الطاقة متحررة من قوانين الزمان و المكان لأنها تقطع أبعاد المكان بسرعات هائلة قد تصل إلى سرعة الضوء ، و لذلك فقد ظلت النظريات العلمية لوقت قريب تقطع بأن لكل من المادة و الطاقة مجاله و قوانينه الخاصة به دون تداخل بينهما .
إلا أن " آينشتين " أيضا هدم هذا الاعتقاد ، حيث توصل في نظريته التي صاغها في أوائل القرن الماضي – القرن العشرين – إلى وحدة الكون و أن الاختلاف الظاهري بين المادة و الطاقة لا يعدو أن يكون اختلافا في الدرجة فقط ، و هو ما لا يمنع أنهما مظهرين لحقيقة واحدة ذات صورتين متمايزتين ، حيث أثبت إمكانية تحول المادة إلى طاقة ، و ذلك عن طريق " تمويجها " أي تحولها من حالتها الصلبة إلى حالة موجية في شكل إشعاعات ، و هو الأمر الذي يجعلها " خفية " ، " غيبية " تماما تمر بالحواس مر الكرام !!!
و طبقا لذلك وضع القانون الشهير الذي يمكن بواسطته تحديد مقدار ( المادة / الطاقة ) في صورتيهما عندما تتحول إحداهما إلى الأخرى ، و هو ما تحدده المعادلة الآتية :
الطاقة = كتلة المادة × مربع سرعة الضوء . (2)
فإذا عرفنا أن سرعة الضوء تساوي 300000 كيلو متر / ثانية ، فلنا أن نتصور مثلا الطاقة الخرافية التي يمكن أن تنتج عن تحويل كتلة من المادة مقدارها عشرة جرامات فقط ، و التي ستصبح 10/1 × 9 × 10(10) ، و هي طاقة كافية لتشغيل مصنع كبير .
كما أكد " آينشتين " إمكانية حدوث العملية العكسية ، أي أن تتحول الطاقة إلى مادة ، بمعنى أن تتجسد في صورة محسوسة ، و استنتج من ذلك أن الضوء لا يسير في خطوط مستقيمة ، بل يتأثر أثناء سيره بفعل جاذبية النجوم و مجالاتها المغناطيسية فينحرف عن مساره الأصلي ، و ذلك كما يحدث تماما للمادة لأنهما من أصل واحد ، و هو الفرض الذي عارضه عدد كبير من العلماء و اعتبروه جنونيا في وقتها إلى أن أثبتت المراصد الحديثة عمليا صدق استنتاجات " آينشتين " الرياضية !!! ، بل و حددت قيمة انحراف الضوء في هذه الحالة بمقدار 1،64 درجة . و حاليا تعيش معاهد البحوث الغربية العلمية حالة من النشاط المكثف من أجل الوصول بفرضية " آينشتين " إلى حدها الأقصى عن طريق تحويل أحد أنواع الطاقة إلى مادة و تجسيده في صورة ملموسة ، في ذات الوقت الذي ما زلنا نتساءل فيه : هل هناك حقيقة إمكانية لاستغلال طاقات العوالم الخفية ؟!!!
(1) Albert Einstein , The Meaning Of Relativity , 4th Ed . Princeton 1953 .pp.125,126 .
(2) Ibid , p.128 .
الكتاب متوفر بدار هلا للنشر و التوزيع
6 شارع الدكتور حجازي، الصحفيين – الجيزة – جمهورية مصر العربية.
تليفون: 33041421 (202)
فاكس: 33449139 (202)
تليفون: 33041421 (202)
فاكس: 33449139 (202)
No comments:
Post a Comment